قصة بداية عمل النبي صلى الله عليه وسلم

بداية عمل النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شبابه قبل أن يُبعث بالرسالة. في هذه الفترة، عمل النبي صلى الله عليه وسلم في عدة مجالات، وكان يُعرف بالأمانة والصدق في تعاملاته. إليك بعض مراحل العمل التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم:

منذ صغره، كان النبي صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم في مكة، وهي مهنة كانت شائعة بين أبناء مكة. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم في حديثه عن رعي الغنم قائلاً: "ما من نبي إلا وقد رعى الغنم"، وهذا يدل على أن رعي الغنم كان تدريبًا مهمًا للنبي، يعلمه الصبر، ويزيد من فهمه للناس. وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم قبل أن يصبح نبيًا، وكان عمره حينها في مرحلة الشباب.

بعد أن كبر النبي صلى الله عليه وسلم، انضم إلى العمل التجاري. عمل في تجارة قريش، وكان معروفًا بصدقه وأمانته. وقد كان يُطلق عليه لقب "الأمين" بسبب نزاهته في المعاملات. في سن الخامسة والعشرين من عمره، عرضت عليه السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي أرملة غنية، أن يعمل في تجارتها. وافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فأرسلت معه تجارة إلى الشام، وكانت تجارة ناجحة جدًا. وبعد هذه الرحلة، أُعجبت السيدة خديجة بأخلاق النبي وصدقه، فطلبت منه الزواج.

كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وشرف، وقد عرضت عليه الزواج بعد أن رأت أمانته وصدقه في العمل. وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم وقتها 25 سنة، بينما كانت خديجة رضي الله عنها أكبر منه ب15 عامًا. وبدوره، وافق النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج منها، ودامت حياتهما الزوجية 25 عامًا، وكان لها تأثير كبير على حياته قبل وبعد أن أصبح نبيًا.

بعد زواجه من خديجة رضي الله عنها، بدأت فترة جديدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نزل عليه الوحي في غار حراء، وكان في سن الأربعين. بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعدها في نشر الدعوة الإسلامية، التي بدأت بالسرية ثم تعمقت وتوسعت حتى أصبحت دعوة علنية.

إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كانت تمثل نموذجًا للصدق والأمانة، وكان عمله في التجارة ومهاراته في التعامل مع الناس قد مهدت له الطريق ليكون قائدًا وصالحًا للدعوة الإسلامية.