**علم المواريث** أو ما يُعرف بـ"الفرائض" في الإسلام هو أحد أهم العلوم الشرعية المتعلقة بتقسيم التركة بعد وفاة الشخص. علم المواريث يُعتبر من العلوم الدقيقة التي تتعلق بحقوق الورثة وتوزيع الأنصبة المحددة لكل فرد منهم بناءً على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
**أهمية علم المواريث:**
المواريث تُعتبر جزءًا من الأحكام الإسلامية التي بيَّنها الله عز وجل في القرآن الكريم، ويُعتبر إهمال أو تغيير أحكام المواريث أمرًا محرمًا. قال الله تعالى:
**"تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم"** (النساء: 13).
ويعد هذا العلم مهمًا لأنه يحقق العدل بين الناس ويضمن وصول الحقوق إلى مستحقيها بعد الوفاة.
**مصادر المواريث في الإسلام:**
1. **القرآن الكريم:**
سورة النساء هي السورة الأساسية التي تناولت أحكام المواريث بشكل مفصل، خاصة الآيات 11 و12 و176.
2. **السنة النبوية:**
هناك العديد من الأحاديث التي توضح تفاصيل المواريث، ومن أبرزها حديث النبي ﷺ:
**"ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر"** (متفق عليه).
3. **الإجماع والقياس:**
الفقهاء يعتمدون على الإجماع والقياس لتفصيل بعض الأحكام التي لم يرد فيها نص صريح.
**أركان المواريث:**
1. **المورِّث:** الشخص المتوفى الذي يترك مالًا أو ممتلكات تُقسم بعد وفاته.
2. **الورثة:** الأشخاص الذين يحق لهم الإرث، وهم من تُحدد لهم الأنصبة.
3. **التركة:** المال أو الممتلكات التي يتركها المتوفى ليتم تقسيمها بين الورثة.
**أسباب الإرث:**
الإرث في الإسلام يتم بناءً على أسباب معينة، وهي:
1. **النسب:** القرابة من المورث، مثل الأبناء، الأبوين، الإخوة، إلخ.
2. **النكاح:** الزوج أو الزوجة يرثان من بعضهما.
3. **الولاء:** هو العتق، وفيه يكون للمعتِق حق الإرث.
**شروط الميراث:**
لكي تتم عملية الإرث، يجب توفر ثلاثة شروط:
1. **تحقق موت المورِّث**: وفاة الشخص الذي يُقسم ماله بين الورثة.
2. **وجود الورثة**: يجب أن يكون هناك ورثة أحياء عند وفاة المورث.
3. **معرفة المستحقين**: يجب تحديد من يستحق الإرث بناءً على القرابة أو النكاح.
**أنواع الورثة:**
1. **الورثة من أصحاب الفروض:**
هم الذين وردت أنصبتهم بشكل محدد في القرآن الكريم، مثل:
**الأبوان**: للأم السدس إن كان هناك أبناء، وللأب السدس أيضًا.
**الأزواج**: للزوج نصف التركة إن لم يكن للزوجة أبناء، أما إذا كان هناك أبناء فيرث الربع. وللزوجة الربع إذا لم يكن هناك أبناء، والثمن إن كان هناك أبناء.
**البنات**: إذا كانت هناك بنت واحدة فلها النصف، وإذا كانت بنتين فأكثر فلهن الثلثان.
2. **العصبة:**
وهم الذين يأخذون ما بقي من التركة بعد أن يأخذ أصحاب الفروض أنصبتهم، ويشملون:
- الأبناء (الذكور)
- الإخوة الذكور
- الأعمام
**التوزيع العام للتركة:**
بعد تحديد الورثة ومعرفة الأنصبة، تُقسم التركة بناءً على الفروض القرآنية. من أهم الأمور التي يجب مراعاتها:
1. **سداد الديون:** تسدد ديون المورث أولًا من التركة.
2. **تنفيذ الوصية**: إن كان هناك وصية شرعية لا تزيد عن ثلث التركة، فتُنفذ.
3. **توزيع ما تبقى على الورثة** بناءً على الأنصبة الشرعية.
**أمثلة على المواريث:**
1. **حالة وجود زوجة وأبناء:**
- الزوجة ترث الثمن.
- ما تبقى يوزع بين الأبناء: للذكر مثل حظ الأنثيين.
2. **حالة وجود أب وأم فقط:**
- الأم تأخذ الثلث.
- الأب يأخذ الثلثين.
**الخلاصة:**
علم المواريث هو من العلوم الدقيقة التي تضمن تحقيق العدالة بين الورثة وتقسيم التركة بشكل عادل بناءً على أحكام شرعية واضحة. يهدف هذا العلم إلى منع الظلم وضمان وصول الحقوق إلى مستحقيها.