أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

كيف تربي ابناءك من الكتابة و السنة النبوية




´

كيف تربي ابناءك من الكتابة و السنة النبوية:


تربية الأبناء هي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة، وقد وضح الإسلام في الكتاب والسنة كيفية تربيتهم تربية سليمة تعزز من قيمهم الأخلاقية، الدينية، والاجتماعية. تعتمد التربية الإسلامية على أسس قوامها الرحمة، والعدالة، والحكمة، مع اهتمام خاص بتطوير شخصيات الأبناء ليصبحوا أفرادًا صالحين في المجتمع، وينتفعوا بدينهم في الدنيا والآخرة.


 1. **تعليم الأبناء من الصغر الصلاة والعبادات**


أول ما يجب أن يتم تربيتهم عليه هو تقوية علاقتهم بالله سبحانه وتعالى. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوصي الآباء بتعليم أطفالهم الصلاة من سن السابعة، كما ورد في الحديث الصحيح:
*"مُرُوا أولادَكُم بالصَّلاةِ لسبعِ سِنينَ، واضرِبُوهُم عليها لعشرِ سِنينَ."*
أي أن الصلاة هي الأساس الأول الذي يجب غرسه في قلوب الأبناء، وهي الركيزة التي تُبنى عليها علاقتهم بالله، وهي التي تُنمي فيهم شعور المسؤولية والقدرة على التحكم في أنفسهم.

 2. **غرس الأخلاق الحسنة**

من أهم عناصر التربية في الإسلام هي العناية بغرس الأخلاق الفاضلة في الأبناء. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تركز على أهمية الأخلاق، مثل الصدق، والأمانة، والاحترام، والإحسان.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليمه وتوجيهه للصحابة يرشدهم إلى التحلي بمكارم الأخلاق، وقد قال عليه الصلاة والسلام:

*"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق."*

لتربية الأبناء على هذا المنهج، ينبغي على الوالدين أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهم اليومي، فتربية الأبناء تبدأ من المنزل الذي يجب أن يعكس القيم التي يطمح الآباء في ترسيخها في نفوس أبنائهم.


**مثال عملي**:

 يمكن للأب أن يبدأ بتعليم ابنه في سن مبكرة كيفية احترام الآخرين، وذلك من خلال مشاهدته له وهو يتحدث باحترام مع الآخرين، سواء في المنزل أو خارج المنزل. وكذلك يمكن للأم أن تغرس في ابنتها حب العطف والمساعدة، فتشجعها على تقديم يد العون في المنزل أو لمساعدة جيرانهم.

 3. **تعليمهم حب العلم والقراءة**

حث الإسلام على طلب العلم في العديد من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

*"طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ."*

من هنا، يجب على الوالدين أن يزرعوا في قلوب أبنائهم حب العلم منذ الصغر، من خلال تحفيزهم على القراءة والمشاركة في الأنشطة التعليمية. ويبدأ هذا بتوفير بيئة غنية بالكتب والمصادر المعرفية التي تناسب أعمارهم.


**مثال عملي**:

 يمكن للوالدين أن يجعلوا وقت القراءة جزءًا من روتينهم اليومي. مثلًا، قبل النوم، يمكن قراءة قصة مفيدة، سواء كانت من القرآن الكريم أو من السيرة النبوية أو من كتب العلم الشرعي. كما يجب تعليمهم أهمية العلم الدنيوي، مثل الطب والهندسة، وتوضيح كيفية استفادة المجتمع من هذه العلوم.

 4. **تعليمهم التوازن بين الدنيا والآخرة**

التربية الإسلامية لا تقتصر على الجانب الديني فقط، بل تشمل أيضًا تعليم الأبناء كيفية التوازن بين مطالب الدنيا والآخرة. يجب أن يفهم الأبناء أن النجاح في الدنيا لا يتعارض مع النجاح في الآخرة، بل هما متكاملان.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

*"من أصبح وهمه الدنيا، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدّر له."*
من هذا الحديث، يتضح أهمية تعليم الأبناء أن الدنيا ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق الغاية الكبرى وهي رضا الله والفوز بالآخرة.


**مثال عملي**:

 يمكن للوالدين توجيه أبنائهم إلى أن يسعى في الدنيا ويعمل بجد لتحقيق النجاح، ولكن مع التأكيد على أن العمل يجب أن يكون وفقًا لقيم الإسلام. على سبيل المثال، قد يقال لهم: "اجتهد في دراستك، ولكن لا تنسَ الصلاة في وقتها، وحاول أن تكون عطوفًا على الآخرين في كل ما تفعل."

 5. **استخدام أسلوب الدعاء والتوجيه بالحب والرحمة**

الأسلوب النبوي في التعامل مع الأبناء كان قائمًا على الحب والرحمة، وهذا يجب أن يكون أسلوب الوالدين في تربية أبنائهم. يجب أن يشعر الأبناء بالحب والدعم المستمر، وأن يُشَجَّعوا على فعل الخير في ظل بيئة آمنة وصحية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

*"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء."*

وذلك يظهر أهمية التعامل بلين ورفق مع الأبناء، وأن العقاب في الإسلام لا يكون أبدًا تعسفيًا أو قاسيًا، بل يجب أن يكون على أساس من التربية والهدف هو تهذيبهم، لا إذلالهم.


**مثال عملي**:

 في حالة حدوث خطأ من الابن، يجب أن يُوجَّه بأسلوب حكيم، مع توضيح سبب الخطأ بشكل غير جارح. إذا أصر الابن على فعل شيء غير صحيح، يمكن للوالد أن يوضح له التأثيرات السلبية لهذا السلوك على المدى البعيد، مع تقديم نصائح بديلة.

 6. **التشجيع على العمل الجماعي والتعاون**

التعاون بين أفراد الأسرة في العمل يجعل الأبناء يتعلمون قيمة العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة. في الأسرة المسلمة، يشجع الآباء أبناءهم على أن يكونوا جزءًا من المجتمع داخل الأسرة، من خلال المساعدة في الأعمال المنزلية، ومشاركة الفرح والحزن مع الآخرين.

**مثال عملي**:

 يشجع الوالدان أبناءهم على ترتيب المنزل معًا، والمشاركة في تحضير الطعام أو في زيارة الأقارب والمحتاجين، مما يعزز لديهم روح التعاون والمشاركة.

 في الختام:


التربية الإسلامية تربية شاملة تتضمن غرس القيم الدينية والأخلاقية، وتعليم الأبناء كيف يكونون أفرادًا صالحين في المجتمع. فهي ليست مجرد تعليم واجبات دينية أو مواعظ، بل هي أسلوب حياة يعزز في الأبناء التوازن والاعتدال، حب العلم، والعمل من أجل مرضاة الله والآخرين.

تعليقات